loader image

البرامج السياحية للمحمية الملكية نموذج وطني للسياحة البيئية السعودي.

بواسطة
4 Views
مدة القراءة: 5 دقيقة

برامج سياحية تتجذر في الطبيعة التاريخيّة لمحمية الإمام تركي بن عبدالله

تُجسّد البرامج السياحية المتنوعة التي تُديرها هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية، وتتوافق مع أطر موسم شتاء درب زبيدة، واحدة من الركائز الأساسية في تنمية السياحة البيئية بالمملكة العربية السعودية. وتستند هذه الجهود إلى اتساع رقعة المحمية، التي تبلغ مساحتها نحو 91,500 كيلومتر مربع، وما تتميز به من تنوع جغرافي فريد يشمل الجبال والسهول والهضاب والأودية والشعاب والحِجرة والنفود، إضافة إلى ثراء الغطاء النباتي والتنوع الحيوي، واحتضانها لعدد من المعالم التاريخية والتراثية. هذا يجعلها نموذجًا استثنائيًا يدمج الطبيعة والتاريخ والثقافة وعمق المكان.

وتبرز ضمن هذه البرامج السياحية تجربة “مخيم لينة”، باعتباره أحد البرامج النوعية التي تنفذها الهيئة، حيث يقدم نموذجًا رائدًا يجمع سحر الطبيعة وثراء الموروث الثقافي. ويُعكس مفهوم السياحة البيئية المستدامة هذا أحد مسارات التنمية المتوافقة مع مستهدفات رؤية المملكة 2030. ويمنح المخيم زواره تجربة متكاملة تحاكي جمال المكان، وتُكرّس قيم الوعي البيئي، وتعزز التواصل المباشر مع الطبيعة.

ويتيح المخيم لزوّاره فرصة الانغماس في تفاصيل البيئة الطبيعية ضمن تجربة تجمع الراحة العصرية والأصالة. فمن خلال مرافق وأنشطة ترفيهية وبيئية، تتيح عيش لحظات من الصفاء، ومشاهدة النجوم في سماء نقية، والتعرّف على التنوع الحيوي الغني الذي تحتضنه المحمية، يشكّل هذا نقطة تلاقي بين التجربة السياحية والوعي البيئي. كما يعرف الزوار بجهود الهيئة في حماية الغطاء النباتي وصون الحياة الفطرية، بما يضمن استدامة الموارد الطبيعية.

وفي الإطار ذاته، يأتي “مخيم ذا ليف” إحدى الوجهات السياحية البارزة ضمن برامج موسم شتاء درب زبيدة، حيث يجمع فخامة المبيت وطبيعة المكان. فهو من خلال وحدات قُبّية مجهزة بتصاميم حديثة وسط امتداد الرمال، يمنح الزائرين فرصة فريدة للعيش في أجواء النفود الكبير والانغماس في تفاصيله الطبيعية. ويقدّم المخيم تجربة مبيت متكاملة تشمل تجهيزات فندقية كاملة، إلى جانب جلسات خارجية وأنشطة مرتبطة بالمكان مثل ركوب الإبل، ومسارات المشي، وتجربة “السماء المظلمة” التي تتيح مراقبة الكواكب والنجوم في بيئة مفتوحة ونقية.

ويُعد ميدان الرماية إحدى التجارب الترفيهية المميزة ضمن موسم شتاء درب زبيدة، حيث يقدّم نشاطًا يعيد الزائر إلى جوهر التحدي القائم على الدقة والتركيز، في أجواء طبيعية هادئة بعيدًا عن الصخب. ويتيح الميدان خوض تجربة احترافية تشمل أهدافًا ثابتة وأطباقًا طائرة، بإشراف مدربين متخصصين يضمنون أعلى معايير السلامة وجودة الأداء. هذا يعزّز مهارات الزائر ويمنحه تجربة تتجاوز متعة اللحظة إلى بناء الثقة بالقدرات الذاتية.

وحرصت الهيئة على تجهيز الميدان بمنظومة متكاملة تشمل الإرشادات الأولية، والتعريف بآلية الاستخدام، وتوفير جميع مستلزمات الرماية، ليكون جاهزًا لاستقبال الزوار يوميًا من الساعة الثانية عشرة ظهرًا وحتى التاسعة مساءً. كما يتميز الميدان بمرونته في تلبية احتياجات مختلف الفئات، من المبتدئين عبر مسارات مبسطة، إلى المتمرّسين من خلال خيارات متقدمة تشمل الرماية بالشوزن أو المسدس.

ضمن تجارب البرامج السياحية، طرحت الهيئة “كرفانات الحسكي” كونها خيارًا متكاملًا ضمن موسم شتاء درب زبيدة، لتوفر تجربة إقامة تجمع الخصوصية وراحة السكن في أحضان الطبيعة. ويشمل البرنامج ثلاثة خيارات رئيسة: كرفان فردي بسعة أربعة أشخاص، وكرفان ثنائي بسعة ثمانية أشخاص، وكرفان ثلاثي يستوعب حتى 12 شخصًا. صُممت جميعها لتلبية احتياجات الأفراد والعائلات، مع تجهيزات متكاملة تعزّز جودة الإقامة وتحافظ في الوقت ذاته على البيئة.

وتبرز “محمية الشمال للصيد المستدام” أحد النماذج المتقدمة في إدارة التجارب الطبيعية ذات الطابع التراثي، حيث تمتد على مساحة تتجاوز 2,000 كيلومتر مربع. وتجمع الموروث الأصيل للصيد وبيئة طبيعية واسعة، تتيح للزائرين تجربة متكاملة تشمل الضيافة، والإقامة المجهزة، وممارسة الصيد وفق معايير تضمن حماية الحياة الفطرية واستدامتها. ويضم النزل البيئي بالمحمية مرافق متكاملة تجمع الفخامة والهوية التراثية، وتشمل جناحًا رئيسًا، وغرف نوم مزدوجة، وصالة ترفيهية، ومطبخًا، وجلسات خارجية.

وتوفر المحمية خيارات إقامة متنوعة، من مخيمات تستوعب 12 شخصًا وصولًا إلى مخيمات مهيأة لـ 31 شخصًا، مع وجود مرشدين بيئيين ومتخصصين في الصيد يرافقون الضيوف لضمان إدارة التجربة باحترافية. وتضم المحمية طرائد مرتبطة بالموروث الأصيل للصيد، تشمل الحبارى، والغزلان، والمها الوضيحي، مع تنوع وسائل الصيد وفق نوع الطريدة وبما يتوافق مع الأنظمة البيئية المعتمدة.

وتواصل هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية تطوير برامجها السياحية بما يواكب تطلعات الزائرين، ويعزّز حضور المحمية وجهةً بيئية وسياحية رائدة، تحتضن تجارب متكاملة قائمة على الاستدامة، وتقدّم نموذجًا وطنيًا يعكس ثراء الطبيعة وعمق الإرث الثقافي للمكان.

شبكة الأخبار المتحدة – UNN العربية
منصة إعلامية مستقلة تقدّم أخباراً موثوقة وتحليلات موضوعية، وتسعى إلى تعزيز السلام والحوار الثقافي حول العالم، لنقل الحقيقة وبناء جسور التفاهم بين الشعوب.

للمزيد من الأخبار يمكنكم زيارة صفحتنا الرئيسية:
https://un-news.org

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *