loader image

اكتشافات أثرية مذهلة في تركيا.. تحول مفاهيم بدايات الحضارة البشرية.

بواسطة
19 عدد المشاهدات
مدة القراءة: 4 دقيقة

اكتشافات أثرية استثنائية في جنوب شرق تركيا تكشف رؤى جديدة حول العصر الحجري الحديث

شهدت الساعات الأخيرة إعلانًا عن مجموعة من الاكتشافات الأثرية المهمة في جنوب شرق تركيا، ما يمنح رؤى جديدة حول فترة محورية تعود إلى أكثر من 11 ألف عام مضى.

وعلى هضبة تطل على السهول الخصبة المعروفة بـ”مهد الحضارة”، تُواصل مواقع مثل غوبيكلي تيبي وقرهان تيبي – والتي مدرجان ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو – إعادة تشكيل فهمنا العلمي لعصور ما قبل التاريخ. وتعتبر هذه المواقع نقطة انطلاق للحضارات البشرية الأولى.

من أبرز الاكتشافات الحديثة، تمثال نادر يجسد ملامح وجه إنسان متوفى، وقد وصفت الخبراء هذا التمثال بأنه “فريد من نوعه” و”أول نافذة على العالم الرمزي لمجتمعات العصر الحجري الحديث”. يمنح هذا التمثال نظرة غير مسبوقة إلى المعتقدات والطقوس المرتبطة بالوفاة لدى هذه المجتمعات القديمة.

وقد ضمت الاكتشافات ما يقرب من 30 قطعة أثرية مدهشة، تتضمن تماثيلًا بشريةً وحيوانيةً، وقطعًا صغيرةً، وأواني فخاريةً، وأطباقًا، وقلائد وحليًا مصنوعة من الخرز، ومن بينها قطعة على هيئة إنسان.

وأوضح وزير الثقافة والسياحة التركي، محمد نوري إرسوي، أن أهمية هذه المواقع تكمن في دورها في إعادة تشكيل فهم تاريخ العصر الحجري الحديث، ونقطة انتقال المجتمعات إلى حياة مستقرة. وأضاف أن مشروع “تلال الحجر” يؤكد أن الإنسان في تلك الحقبة كان يتمتع بمستوى متقدم من الوعي في المعتقدات والطقوس والتنظيم الاجتماعي والإنتاج الثقافي، مما يفوق الاعتقاد السائد سابقًا حول قدرات الإنسان المبكر.

وتتوقع الأرقام الرسمية أن يستقبل موقع غوبيكلي تيبي نحو 800 ألف زائر خلال هذا العام، مما يؤكد على الاهتمام العالمي المتواصل بهذه المواقع وأهميتها في دراسة تاريخ البشرية وتطورها.

يغطي مشروع “تلال الحجر” 12 موقعًا أثريًا من العصر الحجري الحديث في منطقة شانلي أورفا، تعود إلى نحو 9500 عام قبل الميلاد. تميزت هذه المواقع بأنها تحتوي على أقدم الهياكل المعمارية المستخدمة في التجمعات البشرية وفي إقامة الطقوس الدينية.

ومن أبرز هذه الهياكل مبانٍ بيضاوية الشكل يصل قطرها إلى 28 مترًا، محاطة بأعمدة حجرية ضخمة على شكل حرف T تعتبر تمثيلات رمزية للإنسان، وزينت بنقوش لحيوانات من البيئة المحيطة.

وشملت الحفريات الأخيرة في قرهان تيبي اكتشافًا استثنائيًا: عمودًا حجريًا على شكل حرف T يحمل أول نحت معروف لوجه بشري على هذا النوع من الأعمدة، مما يضيف بعدًا جديدًا لفهم الفن الرمزي في تلك الفترة المبكرة من تاريخ البشرية.

ويشير البروفيسور نجمي كارول، رئيس بعثة التنقيب الأثري، إلى أن التنوع الكبير في الأدلة المادية المستخرجة – من التغذية وصولًا إلى الهندسة المعمارية، ومن الرموز إلى الطقوس – يقرب الباحثين من فهم غير مسبوق لحياة مجتمعات ما قبل التاريخ، مشيرًا إلى أن بناة هذه المواقع كانوا “حرفيين ماهرين” يتمتعون بقدرات صناعية متقدمة.

وأضاف كارول أن هذه المواقع تكشف حقيقة لافتة؛ إذ إن مجتمعات تلك الفترة، رغم اعتمادها على الصيد والقطف، تمكنت من تطوير حياة مستقرة وتنظيمات اجتماعية معقدة، وهو ما يعيد صياغة التصور العلمي حول بدايات الاستقرار البشري وتطور المجتمعات.

تؤكد هذه الاكتشافات أنها لا تقتصر على إثراء سجل الآثار العالمي، بل تعيد صياغة فهمنا لقدرات الإنسان الإبداعية والتنظيمية في عصور ما قبل التاريخ، وتفتح آفاقًا واسعة للدراسة المتقدمة لجذور الحضارة وتطور المجتمعات البشرية على مدار التاريخ.

شبكة الأخبار المتحدة – UNN العربية
منصة إعلامية مستقلة تقدّم أخباراً موثوقة وتحليلات موضوعية، وتسعى إلى تعزيز السلام والحوار الثقافي حول العالم، لنقل الحقيقة وبناء جسور التفاهم بين الشعوب.

للمزيد من الأخبار يمكنكم زيارة صفحتنا الرئيسية:
https://un-news.org

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *