loader image

المأسي من الحرب في الفاشر

بواسطة
22 Views
مدة القراءة: 4 دقيقة

اولا هي مدينة في ولاية شمال دارفور بغرب السودان والتداعيات الكارثية التي صاحبتها في السنوات الأخيرة دعتنا الى عمل تغطيه الجوانب السياسية، الإنسانية، والتداعيات المستقبلية.

أهمية مدينة الفاشر
• الفاشر كانت آخر معقل كبير لالجيش السوداني في شمال دارفور، قبل أن تسيطر عليها قوات الدعم السريع
• المدينة تمثّل مركزًا إداريًا، اقتصاديًا، وتعليميًا وصحيًا حيويًا: كانت تضم مؤسسات حكومية، جامعة، خدمات صحية وتجارية، وتربط دارفور ببقية السودان، إضافة إلى دورها في الإغاثة والتجارة.
• السيطرة على الفاشر كانت هدفًا إستراتيجيًا لـلجيش السوداني ، لأن سقوطها يعني عمليًا خضوع غالبية إقليم دارفور لسيطرتها، وهو ما قد يعيد صياغة خريطة السيطرة في غرب السودان.

ماذا حدث اثناء الحرب في الفاشر
•منذ حوالي 18 شهرًا، خضعت الفاشر لحصار طويل جدًا؛ الإمدادات الغذائية والطبية انقطعت، الخدمات الأساسية تعطلت، والمرافق الحيوية كالمستشفيات والمخابز تضررت أو أُغلقت.
• في 26 أكتوبر 2025، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على قلب المدينة، بما في ذلك مقر الجيش ما أثار مخاوف من موجة عنف ومجازر واسعة.
• تقارير عديدة تحدثت عن اقتحامات منازل، قتل جماعي، اغتصاب، اختطاف، وتعذيب، خاصة ضد مدنيين نساء، أطفال، وشيوخ.
• المستشفيات أصبحت هدفًا للهجمات: قُصفت أحياء سكنية وسُوّيّت بعض المرافق الصحية تقريبًا بالأرض، ما ترك آلاف المرضى بلا رعاية طبية.

الحاله الإنسانية للسكان
: المجاعة، النزوح، والمعاناة
• خلال الحصار وسقوط المدينة، فرض انعدام شبه كامل للإمدادات الغذائية والدوائية ما أدّى إلى إعلان المجاعة رسمياً في الفاشر وغيرها من المدن المجاورة بحسب تصنيف (IPC).
• آلاف الأطفال وغيرهم من المدنيين يعانون من سوء تغذية حاد، بدون دواء أو رعاية طبية.
• موجة هروب جماعي: كثير من سكان الفاشر فرّوا إلى مناطق مجاورة، بعضهم وصل إلى مخيمات نزوح في ظروف مأساوية.

كيف سقطت الفاشر ومستقبل دارفور
• سقوط الفاشر يعني عمليًا سيطرة قوات الدعم السريع على شمال دارفور، ما يغيّر موازين القوى في الإقليم، ويفتح الباب أمام توسّع نفوذهم نحو باقي مناطق دارفور.
• رغم الرمزية الكبيرة لسقوط الفاشر، يرى خبراء أن الحرب لن تنتهي لأن الصراع أوسع من مدينة أو إقليم، ويتعلق بخلافات هيكلية بين القوات المتنازعة حول السلطة، الهوية، السيطرة، والمصالح.
• من الناحية الإنسانية، الوضع في دارفور بعد الفاشر أصبح مأساوياً: المجاعة، النزوح، التفكك الاجتماعي، انهيار الخدمات — كلها عوامل تهدد مستقبل آلاف المدنيين، خاصة الأطفال.

شهود عيان : حقيقة لا يمكن تجاهلها
• شهود من نازحين من الفاشر أكدوا أن “الجوع أو القصف أو المرض” كلها كانت تهديدات يومية البعض اضطر إلى أكل غذاء للحيوانات، أو أوراق الأشجار، أو تخفيض عدد وجبات الطعام.
• نساء وفتيات نازحات روين مآسي الاغتصاب والنزوح القسري، بعد أن فرّ الكثيرون تاركين منازلهم وأحباءهم.
• الأطباء والمساعدون وصفوا الأوضاع داخل الفاشر قبل السقوط بأنها “الجحيم”: نقص الأدوية، انقطاع الكهرباء، خوف مستمر من القصف، ومعاناة المرضى بلا رعاية.

ندعو المجتمع الدولي للتضامن والوعي لما يحصل في الفاشر،،

ما يجري في الفاشر ليس صراعاً محلياً فقط، بل أزمة إنسانية ومأساة حقوقية مليئة بالمعاناة والنزوح والموت. تجاهلها يعني ترك آلاف الأبرياء بين الجوع والخوف والظلم. لذلك:
• من المهم أن يُسلِّط الإعلام الدولي الضوء على مأساة الفاشر وما يشبهها في دارفور.
• المنظمات الإنسانية ووكالات الإغاثة بحاجة لدعم عاجل — مساعدات غذائية، طبية، نفسية، ودعم للأطفال والمهجرين.
• العالم لا ينبغي أن يغض الطرف عن جرائم محتملة ضد المدنيين، بل يجب ضغط دولي يطالب بمحاكمات ومساءلة لمن ارتكب هذه الفظائع.
• وأخيرًا، دعم السلام والحوار السياسي بدلاً من الهيمنة العسكرية هو السبيل الوحيد لوقف دوامة العنف وإعادة الأمان للناس،،

تحليل المستشار الامني لمناطق النزاع والازمات في IDU
فهد العبدلي

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *